=- بين يدي ّ هذا الكتاب .. ..
..
أحمد الله حمدا ً مستديما بلا ملل ، واشكره واثني عليه بذكر آلائه دون كلل ، واصلي على نبيه سيّد الخليقة أجمعين ، وخاتم النبيين ، .... وبعد
ففي معرض كتابي هذا شذرات ولقطات من بعض سيرة جابر العثرات ، يذكرها لإبنه شيخ المحدثين وسيّد العارفين ، أدامه الله لسان صدقٍ مبين ، في الأولين والآخرين ، وأسردها لكم هاهنا من باب حب ّ وإمتنان ، لمن أخذ الفؤاد حزينا ً وأعاده جذلان ، ولمن ساد خانة الهجوم ، و زعزع دفاعات الخصوم ، دون تردد أو خذلان ..
فـ هلم كتابة ً والله المستعان ..
=- فصل / سامي الجابر ..
باب ما جاء في " عاشق العثرات " .. ..
الابن : هل يكون للعثرات عشق ؟
الشيخ : نعم .
الابن : وكيف يكون ذلك ؟
الشيخ : يا بني إن في ذلك حنكة وحكمة
الابن : أو ليس في عشق العثرات نقيصه؟
الشيخ : لا فذروة العشق في اللقاء ، فما بالك بمن يعشق الفراق كي يطرب لطعم اللقاء الذي سبقه عثرات وفراق ؟ ، وكأنما يستحث المعشوق على المجيئ ، و قطعا عشق العثرات يقتضي عشق جابرها يابني ..
باب ما جاء في " سامي الجابر " .الابن : هل سمعت يا شيخي الفاضل بهذا الإسم من قبل ؟
الشيخ :ويحك ! ومن لا يعرف نجم النجوم وسيد الهجوم
الابن : وكيف يكون ذلك ؟
الشيخ : يا بني ، إن صاحب هذا الإسم رجل ذاع صيته في المشارق والمغارب ، صنع للفن إسما ً جديدا ، و بنى مجدا ً تليدا ً ، في الملاعب ، بل يابني إن العاقل يستطيع بمجرد قراءة هذا الإسم أن يستشف أن صاحبه صاحب مجد ورفعه
الابن : وكيف ذلك ؟
الشيخ : إن ّ العرب تنزل الكلام منازله ولن أزيد عليك َ بالتفصيل ولكن إنظر إلى الإسم " سامي " ، وكفى بإسمه سموّا
الابن : وهل هو سام ٍ في فعله ؟
الشيخ : بالتأكيد ، وبالنظر أيضا ً في " الجابر " ، تستنج أيضا ، أن ذلك الرجل جابر للعثرات ومقيل ٌ للهفوات ، انه رجل خُلِق ليكون عظيما ً !
باب ما جاء في سيرته الكرويه .الابن : حدّثني يا شيخي عن مسيرته
الشيخ : أما عن هذه يا بني فإن سامي فعل الأعاجيب وأذهل البعيد قبل القريب
الابن : وكيف يكون ذلك ؟
الشيخ : أحرز في بداية مشواره ستة أهداف في مباراة واحده ! ، ثم فعل ذلك بعد سنين طويله ، وكأن لسان حاله يابني يقول ها أنا ذا الذهب الأصيل الذي لا تزيده خطوات السنين إلا لمعانا ً ، وعن هذه النقطة بالذات فالحديث طويل يابني ، ويطول !
باب ماجاء في سعادة السفير .الابن : حدثني أكثر فقد أطربني الحديث
الشيخ : هذا السامي أعجز الكثيرون ، وحصد ألقابا ً وصنع أمجادا ً وقصصا ً لا تنتهي ، تحيا ما حيينا نحدث بها بعضنا ، ومتى ما أتى أحدهم على ذكر " منصه " فستقفز تلك القصه .. تتحدث عن نفسها ، سامي يابني ، تأبّط الخير فاختاره ليكون سفيرا ً للنوايا الحسنة ، " وكلٌ يؤتى على قدر نواياه " ، هذا السامي يابني إبتكر أراضي بل سماوات عذراء ، لم يسم ُ إليها أحد من قبل ولا من بعد .
باب ما جاء في الحكمه .الابن : وكيف ينال الشخص مثل هذا الرقي ّ والرفعة والمجد والسمعه ؟
الشيخ : إعلم يابني ّ أن من كان شاغله الوصول ، وصل .
وأردف : سامي ، منذ بزوغ سموّه على الرياضه وهو يتعرض للهجمات والنكبات ، لكنّه يأبى أن يرد إلا بالأفعال ، فهو يابني يعلم جيّداً أن الرجال بأفعالها لا بأقوالها ، فالبرغم من انه واجه المتاعب في خوض غمار الملاعب إلا أنه جعل أعزّة أهلها أذلّه ، وأعاد كل مزيّف إلى محلّه . لطالما ألجم ألسنة المشككين ، ورد ّ على المرجفين والمطبّلين بإتقان صنعته وإبداعه في صياغة مفهوم التهديف ، فلذلك يابني أعتقد ان ذلك السّامي كانت معاناته ترتكز على أنه أتى بمفاهيم جديدة مبتدعه وجبّ ما قبله من بلاهة تهديفية ، كما أنه قدم ذلك الإبداع بـكل إتقان ودقه فإتقان الصنعة مطلب رباني والله يحب احدكم إذا عمل عملا ً أن يتقنه ، فالإتقان غاية البلوغ والتمكن ، وما أرى ذلك السّامي إلا متمكن مبدع نادر لا يجود الزمان بمثله مرتين ، ويا ليت قومي يعقلون !
باب ما جاء في أنا أحبكم .الشيخ : هل تعلم أن المحبة عطاء ؟
الابن : نعم
الشيخ : و ماهي أفضل حالات الحب ؟
الابن : إذا كان المحبوبان يتعاطون المحبة دون معوقات أو شوائب .
الشيخ : هذا السامي رسم بمداد الهواء لوحة محبة تضاهي لوحات متحف اللوفر جمالا ً، وبذلك منح جمهوره محبته ، وليس بمتكبر فيفشل أو مغرور فتذهب ريحه ، وأدام الله الوئام .
=- فصل / جنون معلّق ..
باب ما جاء في قول المعلّق البكر " غريب هذا ، فنان هذا ، هذا لاعب غير عادي ! " .. ..
الابن : هل سمعت يا شيخي كيف صاح ذلك المعلق بسامي حينما رأى منه ما رأى ؟
الشيخ : نعم
الابن : وكيف يكون اللاعب غير عادي؟
الشيخ : ذلك من أنباء الغيب .
باب ما جاء في قول المعلق الأحمد " ما يصيد الجوازي كود بخص وغازي ! " .الابن : هل فطنت إلى قول الأحمد بذلك البيت ؟
الشيخ : نعم
الابن : وماذا يقصد ؟
الشيخ : أن الحرفة ليست إلاّ لأهلها ، و إن ولّى القوم الأمر لغير المحترف الخبير فشلوا
الابن : وكيف ذلك ؟
الشيخ : من تأنى نال ما تمنى والرفق رأس الحكمة .
باب ما جاء في قول الكعبي " لا لا لا يا جماعه هذا سامي ماشاءالله ثمانتعش سنه " .الابن : هل سمعت ذلك ؟
الشيخ : نعم .
الابن : وكيف يكون عمر اللاعب يربو عن الثلاثين ويقول المعلق أنه " ثمانتعش سنه " ؟
الشيخ : لأن الإبداع لا تربطه الازمنة او الاماكن اللي مر سامي فيها
الابن : وكيف يكون ذلك ؟ .
الشيخ : إعلم يابني أن من تشرّب العلم من مناهله السليمه لايكون حديثه إلا علما ، ولا نطقه إلا حكمه ، و لا صمته إلا إستراحة لينطلق في الحديث ، فالنطق والصمت كالليل والنهار لا ليل بلا نهار ولا نهار بلا ليل ، والعالم يعرف متى ليله ونهاره ، فمثَـل ذلك مثل ما فعله سامي .
=- فصل / نعي الكرة السعودية .. ..
باب ما جاء في اعتزال سامي .. .. ..
الابن : ....!
الشيخ : ....!!
ادركنا الصباح ، و سكت عاشق العثرات عن الكلام المباح .!